شبكة للزواج الوهمي بين المغرب وإسبانيا

صوت إسبانيا – وجهت الشرطة الوطنية الإسبانية (Policía Nacional) ضربة موجعة وغير مسبوقة لشبكة إجرامية معقدة ومنظمة للغاية، كانت تعمل ببراعة بين المغرب وإسبانيا. تمحور نشاط هذه الشبكة حول تدبير وتسهيل زيجات صورية لمهاجرين مغاربة، بهدف رئيسي هو تسوية أوضاعهم القانونية داخل الأراضي الإسبانية. تعكس هذه العملية النوعية، التي تجسد التزام السلطات الإسبانية بمكافحة جميع أشكال الهجرة غير الشرعية واستغلال نقاط الضعف في النظام القانوني، مدى التعقيد والتطور الذي وصلت إليه شبكات التهريب الإداري التي تستغل الإطار القانوني لتحقيق مكاسب غير مشروعة.

 

تفاصيل العملية الميدانية وعملية التوقيفات الواسعة

 

تم تنفيذ هذه العملية الأمنية الدقيقة بنجاح وتنسيق عاليين في كل من مقاطعتي تاراغونا (Tarragona) وجيرونا (Girona)، وهما منطقتان استراتيجيتان في كاتالونيا تشهدان تدفقاً للهجرة. أسفرت المداهمات الأمنية المتزامنة عن توقيف ما مجموعه 37 شخصًا. هذا العدد الكبير من الموقوفين يعكس حجم الشبكة واتساع نطاق نشاطها. ومن بين الموقوفين، كان هناك 30 مواطنًا إسبانيًا، مما يؤكد تورط مواطنين محليين في تسهيل هذه الجرائم، إلى جانب 7 أجانب من جنسيات مختلفة. وقد وصفت الشرطة الوطنية، في بياناتها الرسمية، الموقوفين المغاربة بأنهم “العملاء الرئيسيون” أو “العقول المدبرة” لهذه الشبكة، حيث لعبوا أدوارًا مركزية ومحورية في ربط الاتصال بين المهاجرين الباحثين عن تسوية الوضع القانوني والمواطنين الإسبان المستعدين للدخول في زيجات صورية. هذه التوقيفات الشاملة تؤكد التنسيق والجهد المكثف الذي بذلته السلطات الإسبانية لتفكيك كل خيوط هذه الشبكة الإجرامية المعقدة التي تستغل حاجة الأفراد لتحقيق إقامة قانونية بطرق احتيالية.

 

الهيكل التنظيمي للشبكة وآليات الاحتيال المتقنة

 

كشفت التحقيقات المعمقة عن هيكلية تنظيمية دقيقة للشبكة، والتي كانت تعتمد على استقطاب ممنهج ومنظم لنساء إسبانيات، خاصة من الفئات الهشة أو ذات الدخل المنخفض، لإقناعهن بعقد زيجات صورية مع مواطنين مغاربة. كانت الحوافز المالية هي المحرك الرئيسي لهذا النشاط غير القانوني، حيث كانت النساء يتلقين مبالغ مالية كبيرة، قد تتجاوز 10 آلاف يورو (عشرة آلاف يورو) لكل زواج صوري، مما يسلط الضوء على الأرباح الطائلة التي كانت تحققها هذه الشبكة.

كان الوسطاء، ومعظمهم من الجنسية المغربية، يلعبون دورًا حاسمًا في هذه العملية. فقد كانوا يتكفلون بربط الاتصال بين الطرفين، وتنسيق جميع الإجراءات، وتسهيل المعاملات مقابل عمولات دسمة ومجزية من كلا الجانبين. لم تكن هذه الشبكة تعمل بشكل عشوائي أو فوضوي؛ بل اتسمت بطريقة عمل احترافية للغاية، حيث استغلت ببراعة الثغرات القانونية المتعلقة بقوانين الأحوال الشخصية والهجرة في إسبانيا. هذا الاستغلال الممنهج مكنها من تجاوز العديد من الفحوصات الروتينية.

وكانت قدرة الشبكة على تمرير أكثر من 130 ملفًا رسميًا للحصول على تصاريح إقامة هي الدليل الأوضح على احترافيتها وفعاليتها الإجرامية. هذه الملفات كانت مدعومة بعقود زواج موثقة، وشهادات إقامة مشتركة، ووثائق أخرى تبدو قانونية تمامًا، مما كان يصعب على السلطات كشف الاحتيال في مراحله الأولى. هذا العدد الكبير من الملفات المصادق عليها يشير بوضوح إلى حجم العمليات التي قامت بها الشبكة والمدى الذي وصل إليه تأثيرها على نظام الهجرة الإسباني.

 

التأثير على الأمن القومي وأهمية التحقيقات الجارية

 

وصفت المصالح الأمنية الإسبانية هذه العملية بأنها “واحدة من أقوى الضربات” التي وجهت لشبكات “تهريب البشر الإداري”. هذا المصطلح الدقيق يشير إلى النوع الجديد من الجريمة المنظمة الذي لا يعتمد على التهريب المادي عبر الحدود، بل على استغلال الإجراءات والوثائق القانونية بشكل احتيالي لتسوية أوضاع المهاجرين. هذا النوع من التهريب يعد أكثر تعقيدًا وصعوبة في الكشف، لأنه يتسلل عبر الأنظمة الإدارية والقانونية للدولة.

تؤكد الشرطة الوطنية الإسبانية أن التحقيقات لا تزال جارية ومفتوحة على مصراعيها، بهدف تحديد وتوقيف باقي المتورطين، وخاصة أولئك الذين يُشتبه في لعبهم أدوارًا رئيسية ومحورية في التخطيط والتنفيذ داخل هذا النشاط الإجرامي المنظم. تشير هذه الاستمرارية في التحقيق إلى أن السلطات عازمة على اجتثاث جذور هذه الشبكة وتحديد أي متواطئين محتملين، سواء كانوا من داخل الهيئات الإدارية أو من الوسطاء الخارجيين.

تُظهر هذه القضية التزام الشرطة الوطنية الإسبانية الثابت بملاحقة هذه الشبكات التي لا تستغل فقط حاجة الأفراد للهجرة، بل تشوه أيضًا نزاهة الأنظمة القانونية والإدارية للدولة، وتزعزع الثقة في مؤسساتها. تؤكد هذه الضربات المستمرة ضرورة التعاون الدولي بين إسبانيا ودول شمال إفريقيا، لا سيما المغرب، لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود بجميع أشكالها وتجفيف منابعها….المزيد


  كاتب المقال
إسماعيل كمالي
صحفي ومترجم
مؤسسة صوت إسبانيا الاعلامية
للتواصل ismael@spainalyom.com

.

موضوعات شعبية وجماهيرية :

إسبانيا: دليل شامل لإنشاء شركة خطوة بخطوة

الجنسيات التي لها حق اللجوء لإسبانيا

طرق الهجرة واللجوء لإسبانيا عبر المفوضية UNHCR

جزيرة الحب في إسبانيا – حكاية جميلة

تقديم طلب اللجوء إلى إسبانيا عبر الإنترنت
أفضل مواقع البحث عن المنازل في إسبانيا – دليل شامل بالروابط
إحتلال المنازل في إسبانيا .. أوكوباس Okupas
مساعدات الأطفال في إسبانيا: دليل شامل للحقوق والفرص
.

زواج وهمي, احتيال هجرة, شبكة إجرامية, تهريب بشري,صوت اسبانيا, الشرطة الوطنية الإسبانية, مكافحة الجريمة المنظمة, المغرب إسبانيا, تصاريح إقامة مزورة, تاراغونا, جيرونا, قانون الهجرة الإسباني, نصب واحتيال, أمن قومي, الهجرة غير الشرعية, , تهريب البشر الإداري, الاحتيال القانوني، التعاون الأمني,#زواج_وهمي_إسبانيا_المغرب,#احتيال_الهجرة_إسبانيا,#شبكة_إجرامية_دولية,#مكافحة_الهجرة_غير_الشرعية

للحصول على استشارة مجانية إرسل ايميل بالتفاصيل إلى info@higrh.comلمشاهدة فيديوهات إسبانيا الجديدة وطرق التقديم المجاني اشترك من هنا youtube.spain

مرحبا بك من جديد 👋
يسعدنا مقابلتك.

قم بالتسجيل لتلقي محتوى رائع في صندوق الوارد الخاص بك، كل شهر.

نحن لا نرسل البريد العشوائي! اقرأ سياسة الخصوصية الخاصة بنا لمزيد من المعلومات.

Scroll to Top